الجزء السادس والسابع

#بنات_العطّار_الجزء_السادس
……عندما رأت البنت الكبرى خديجة وعبيدها حتى قالت في نفسها لا يهمني من تكون هذه المرأة لا بد تأتي معي للدار أعطت للمتسول طبق المشمش الذي كان في يدها فدعا لها بالخير وأرادت أن تكلمها لكن العبيد منعوها من ذلك ولم يمض وقت كثير حتى إنتبهت خديجة لصياح البنت

وجاءت لترى ما يحدث فسمعتها تقول: أرجوك يا خالة لقد طفت بكل السوق لأعثر عليك
سألتها : ماذا تريدين ؟
أجابت :أنا إبنة الحاج صالح فطلبت من العبيد أن يتركوها جرت إليها البنت وارتمت في حضنها وبدأت تبكي وتشهق

قالت القهرمانة : أنت زينب أليس كذلك؟
أجابتها نعم
إنزعجت المرأة من بكائها وقالت: تعالي عندي وأخبريني ما حصل فلقد بدأت أشعر بالقلق على أخواتك.

بعد قليل وصلا لقصر كبير فقالت زينب ما أجمل دارك ضحكت خديجة وردت :هذا قصر الأمير محمود
إنبهرت الفتاة وقالت في نفسها :صدق والله المتسول.

لما دخلت جاءتها جارية بماء ساخن فغسلت وجهها وقدميها ونشفتهما وأحضر لها الخدم الحلوى وشراب الورد فأكلت وإنبسطت نفسها وأخذت تنظر إلى الزخارف البديعة على الحيطان

في هذه الأثناء قدمت القهرمانة خديجة وجلست بجانبها وقالت: الآن قصي علي سبب وجودك في السوق ؟
أجابتها : أصبحنا نعلم ان تلك الفتاة التي أحضرتها معك هي ولد وربما أمير هذه البلاد المشكلة أن أختى ياسمينة متعلقة به ولقد توقفت عن الطعام والشراب Lehcen Tetouani

ونحن خائفات عليها فهي لا تزال صغيرة وقد تمرض بسبب هذا العشق نظرت إليها خديجة وردت : بما أنك تعرفين كل شيئ فلن أخفي عليك شيئا كل ما قلته صحيح وقد سمع الأمير عن جمالكن وأدبكن فألح علي ليذهب لرؤيتكن

وأعجبته ياسمينة وأحبها حتى طار النوم من جفونه والله ما توقفنا عن المجيئ إلا حرصا أن على سمعتكن وإحتراما لوصية أبيكن الشيخ صالح

فرحت زينب وقالت إذا فأنتم لا زلتم ترغبون فيها ؟
أجابت القهرمانة :أكثر من أي وقت مضى فأنا أيضا أحبها كإبنتي بعد لحظات أتى الأمير فوقفت زينب وقالت السلام على مولاي عذرا إن جئت إلى قصرك وأقلقت راحتك

إبتسم وقال :لقد مدحكن الناس لكن نسوا أن يضيفوا الجرأة والشجاعة وهذا ما يجعلني أرغب أكثر في الزواج من أختك الصغيرة ولأني أحببت العيش معكن فسأزوجكن لأفضل رجالي وهكذا بإمكاننا أن نتسامر معا في المساء ونغني ونلعب لعبة الإختفاء في دهاليز القصر ومن يختفي هناك لن يجده أحد

قالت القهرمانة لزينب :لقد مات أبو محمود وهو طفل صغير لذلك دربه أعمامه على الحكم والحرب ولم يعش طفولته وأحس بالسعادة مع ياسمينة وأخواتها لأنه بإمكانه أن يفعل الأشياء التي يشتهيها دون أن يلومه أحد أو يحاسبه على ما يفعله لم يكن يريد جو القصر وأن يتزوج بنات الملوك

بل من يخفق لها قلبه وتطير لها جوارحه أما الآن سآتي معك وأحمل هدية إلى أختك لنعتذر على غلظتنا معها وخذي لإخوتك من تلك الحلوى فلا يوجد مثل طعمها والمرة القادمة لا تخرجي سآتيكن مرة في الأسبوع لأطمئن أنكن بخير

وضعت خديجة رداءا وغطت رأسها ورافقت زينب إلى دارهم ولما فتحت البنات الباب كثر صياحهن من الفرحة

وكانت أحد الجارات قرب النافذة ولما نظرت إلى الزقاق اي للشارع تسائلت من هذه المرأة فهي تبدو من ذوي المال والجاه وقالت في نفسها : ،سأصعد إلى السطح وأطل عليهم في السّقيفة وأسمع ما تقول !!!

حضنت خديحة ياسمينة، وقالت لها :لا أريدك أن يبكين مرة ثانية لما يرجع أبوك صالح سنأتي لخطبتك أنت وأخواتك وسيتزوجن أحسن الرجال وهذه هدية لك ومدت لها صندوقا من العاج ..

فتحته البنت بلهفة فوجدت داخله عقدا من الذهب منقوش عليه إسمها ففرحت ووضعته في رقبتها
قالت خديجة : أما الآن سأنصرف

ولما خرجت فتحت الجارة باب دارها ومشت ورائها وخاطبت نفسها لا بد أن أعرف من هي هاذه المرأة تبعتها حتى رأتها تدخل القصر هتفت وقالت هذا رائع لن يكون صعبا عليها أن تجد رجلا مناسبا من الأعيان لابنتي

بنات صالح السبعة سيتزوجن ولا أحد يسأل عن إبنتي عليها أن تجد أيضا زوجا لها فليست بنات صالح أفضل من إبنتي
والويل لها إن لم تفعل فهي لا تعرف قبح لساني ولا تعرف غضبي وشرارتي ومكري وسوف أفسد كل شيئ

#بنات_العطّار_الجزء_السابع
…….رجعت القهرمانة خديجة بعد ايام لزيارة البنات وفي يدها قفة مليئة بالهدايا ولما وقفت أمام باب دارهنّ اطلت عليها الجارة وقالت:أعرف لمذا تجيئين إلى هنا وسأصرخ وأجمع الجيران

إلتفتت خديجة يمينا وشمالا وأجابتها إخفضي صوتكِ وقولي بسرعة مذا تريدين ؟
ردت: تعالي عندي للدار فلم تجد خديجة بدا من الدخول
نادت الجارة لإبنتها فأقبلت ولما رأت المرأة صاحت: أمي منذ متى ندخل الناس من الشّوارع ؟

غضبت خديجة وقالت لها : وجهك يبدو جميل لكن لسانك قبيح ألم تجدي شيئا آخر لتصفيني به ؟
ردت الجارة :أعذريها فهي لا تعرفك حسنا لقد سمعت أن بنات صالح سيتزوجن وسيكون مؤسفا أن تبقى إبنتي دون زواج !

قالت القهرمانة: لقد كنت تتجسسين علينا إذا لا بأس أكتمي ما سمعته وسأدبر الأمر ما رأيك في طباخ القصر ستشبع إبنتك من طعام الملوك أو ربما البستاني فستمرح في حدائق القصر وتأكل العسل المصفى

لكن البنت قالت :ما دام الحال كذلك فأنا أريد الزواج من الأمير
أجابتها القهرمانة : إنه يحب ياسمينة بنت التاجر
هتفت إبنة الجارة في سخرية آه تلك الفتاة التي تلعب بالعرائس وماذا فيها ما يعجب ؟

قالت خديجة: على الأقل لا تذكر جيرانها بالسوء مثلما تفعلين أنت المهم فكرا جيدا وبإمكاني أيضا أن أقترح عليكما رئيس الحرس أو المغني فهو وسيم يحسن الضرب على العود لكن قبل ذلك يجب أن تعلمي إبنتك الأدب فالقصر ليس زريبة بهائم لا شك أنك تعلمين ذلك

ثم ذهبت إلى دار صالح وهي تتعجب من خسة تلك الجارة وإبنتها اللعينة فأحقر عبيدها لا يرضى بها زوجة لقبح لسانها

لم تكن خديجة مرحة كعادتها ولما سألتها البنات عن سبب غضبها حكت لهن عما حصل مع جارتهن فضحكن وقلن لها لا تهتمي بها فمشاكلها كثيرة مع كل الجيران لهذا لم يخطب إبنتها أحد رغم جمالها الساحر Lehcen Tetouani

غطت الجارة نفسها برداء وذهبت إلى عجوزة الستوت كما كانو يسمونها من قديم الزمان وأخبرتها قصتها وطلبت أن تدبر لها حيلة ليترك الأمير ياسمينة ويتزوج إبنتها ،

قالت لها : الأول أريد أجرتي مسبقا فأنا أعرف شدة بخلك فأخرجت من حزامها صرة من الدنانير ورمتها لها فهزتها في يدها وهمست: إسمعي جيدا ما ستقومين به وحكت لها عن حيلتها الماكرة .

ظهر السرور على وجه الجارة وقالت: يا لها من فكرة ليس فقط تصبح إبنتي أميرة بل أيضا يفسد زواج بنات صالح وتسوء سمعتهن في الحي ولما يرجع أبوهن سيضربهن بقسوة وسأستمتع أنا بصياحهن لم أنس سخريتهن من حذائي القديم وماذا يفهمن من حسن التدبير ؟

طرقت الجارة الباب فأجابت ياسمينة من هنا ؟
قالت: لقد أرسلتني خديجة وطلبت مني أن آخذك لدار مسعود فهو من أصدقاء الأمير وسيأتي لرؤيتك بعد قليل

ومن كثرة الشوق لم تفكر ياسمينة في أنها حيلة وذهبت معها دون علم إخوتها ولما وصلتا إلى دار مسعود

قالت له الجارة : لقد أعددت لك عصيدة حارة بالفلفل الأحمر لكني نسيتها على الطاولة سأرجع لإحضارها هل يمكنك ترك البنت بعض الوقت عندك ؟

قال :بالطبع أدخلي يا إبنتي وسآتيك بشيئ تشربينه
كان للشيخ ولد وسيم يحب الضحك واللعب لما رأى ياسمينة فرح وقال لها مارأيك أن نلعب الشطرنج

أجابته لا مانع لدي وكانت تأمل لا يتأخر الأمير كثيرا
أما الجارة فجملت إبنتها وألبستها الذهب والحرير وأخذتها إلى القصر وطلبت مقابلة الأمير محمود وأعلمته أن ياسمينة تقابل في غيابه إبن مسعود الخياط وهي الآن في داره .

إحتار محمود وإشتد غيضه ولم يتريث أو يحاول فهم الحكاية فقال للحرس: جهزوا عربتي وسأرى هذا الأمر بنفسي وأركب الجارة وابنتها معه وطوال الطريق وهو ينظر إليها فلقد سحره جمالها وهيئتها التي تشبه الأميرات .

ولما وصل إلى الدار طرق الباب ففتح له مسعود لكن الأمير صدم حين رأى ياسمينة تلعب مع الولد وتضحك معه بعد قليل رأته فجرت إليه بفرح لكنه دفعها في صدرها
وقال لها: إبتعدي عني، فلا أريد أن أراك بعد الآن لا أنتِ ولا إخوتكِ هل فهمتِ

الجزء الثامن والتاسع من هنااااا

شاهد أيضاً

قصة وعبرة

في العشرينات من القرن الماضي… كان في البحرين صديقان أحدهما اسمه فهد والآخر اسمه عيسى… …

بنات العطار الجزء الثاني والاول

…… #بنات_العطّار_الجزء_الأول رجل عطار كان عنده سبعة بنات ماتت امهم و تولى هو تربيتهم وكن …

بنات العطار الجزء 3.4.5

#بنات_العطّار #الجزء_الثالث_والرابع_(3) و (4) #الجزءالثالث ….. في اليوم الموالي زارت العجوز البنات وحملت معها كثيرا …

أحدث التعليقات

لا توجد تعليقات للعرض.