#بنات_العطّار_الجزء_الأخيـــــــر
#بنات_العطار_الجزء_الحدي_عشر
…….. عندما عرفت جارة ياسمينة أنا العبدان يريدون خطفها إبتسمت بمكر وقالت لهما إسمعنا ياسمينة تنام مع أختها زينب في الغرفة الشمالية ونافذتها مكسورة وسهلة الفتح والمال في صندوق خشبي تحت فراشها
تسلق العبدان الحائط بحبل ثم نزلا وسط الساحة وتسللا من النافذة بسهولة ثم كمما البنتين وأوثقوهما وأخذا كل ما وجداه من ثياب ومتاع ومال ثم نزلا إلى الدهليز
وقلبا كل ما وجدوه من جرار ولما خرجا وجدا عربة في إنتظارهم سارت بهم إلى مخزن بضائع على ملك إبراهيم وسط المدينة وفي الطريق قال حمدان للعبد الآخر عوضا عن قتلهما سأبيعهما لتاجر رقيق يحملهما بعيدا عن هنا فهما جميلتان جدا وتساويان كثيرا من المال
ضحك العبد وأجاب لو فطن سيدك لضرب عنقك
أجابه لن يحس بشيئ فقريبا ستأخذ الجاريتان طريق الشمال ويموت الأمير حزنا على حبيبته أما نحن فسنهرب وبما عندنا من مال سنشتري قطيعا من الغنم ونعيش أحرارا .
في الصباح قامت البنات فوجدن كل شيئ في الدهليز مكسورا وأمتعتهم مبعثرة ولا أثر أختيهما
قالت الكبرى: لا فائدة في الصراخ من جاء إلينا يعرف كل شيء عن البيت ولا بد أن أحدا يكرهنا قد ساعده
صاحت البنات في صوت واحد لا يوجد غير منوبية وإبنتها
صعدت البنات فوق السطح ودخلن غرفتها وربطناها بحبل وطلبن منها أن تتكلم وإلا أخرجوا عينيها
فأجابت: لا علم لي بما تقولونه فشدتها البنت الكبرى من شعرها بقسوة
فصاحت : توقفي سأخبركن بكل شيئ لقد شاهدت رجلين وإعتقدت أنهما جاءا للسرقة ولم أعلم أن نيتهما إختطاف أختيكما سألتها هل لاحظت شيئا ؟
أجابت: لقد كانا من العبيد
قالت البنت سأذهب حالا للقصر قبل أن يفوت الأوان وتختفي زينب وياسمينة إلى الأبد
أما البنتان فوجدتا نفسيهما في قبو رطب ويدخل النور إليهما من فجوة في أعلى الحائط وكان الجدار سميكا لا ينفع معه الصراخ مع سوء حضهما ان العبدان تركهما حر لم يربطهما
قالت ياسمينة لن نخرج من هنا إلا بالحيلة
هناك حارس واحد سأتظاهر أنا بالمرض ولما يفتح الباب إضربه على رأسه ونهرب وأرجو أن لا يوجد هناك آخرون
لما سمع العبد الصياح أطل من أحد الشقوق فرأى ياسمينة ممددة على الأرض وما أن دخل حتى هوت على رأسه خشبة فسقط وهو يلعن وجرت الأختان
كان هناك جماعة من العبيد يخرجون البضائع ومعهم حمدان ولما رآهما هتف أقبضوا عليهما ولا تدعوهما تهربان وإلا فالويل لكم جميعا
لكن ياسمينة وزينب نجحتا بالإفلات وشرعتا بالجري بكل قوة وورائهما العبيد ولما كاد هؤلاء يمسكونهما ظهر الأمير محمود من بعيد في خيله ورجاله فاحتمت البنتان به وقصتا عليه ما حدث فدهم المخزن وقبض على حمدان و سأله من أرسلك لإختطاف ياسمينة ؟
أجاب على الفور : عمك إبراهيم
حين وصل الموكب إلى القصر بحث الأمير عن عمه لكنه كان قد إختفى مع نسائه وذهبه فوضع محمود يده على تجارته وأرسل المنادي في الأسواق يصيح من يقبض على إبراهيم أو يدل على مكانه له عشرة آلاف دينار
لكن لم يعثر عليه أحد أما منوبية فإشترى الأمير دارها وأعطاها دارا أخرى بعيدة في طرف المدينة وأمر القهرمانة أن تعيد ملئ الدهليز بالعولة وتصلح النوافذ في دار البنات
وبعد أيام رجع الشيخ صالح من الحج محملا بالهدايا وفرحت بناته برجوعه كثيرا ولما سألهن كيف كان حالكن في غيابي ؟ أجبن: بخير يا أبي لم يحصل شيئ يذكر بإستثناء مشاكل صغيرة لا قيمة لها ،والآن هيا إلى الطعام فلقد أحضرنا لك عشائك
بعد أيام جاء رسول من القصر إلى دار صالح وأعلمه أن الأمير يريده في شيء مهم فتعجب الرجل وتساءل لماذا يطلب مولاي مقابلتي اللهم إجعله خيرا
وفي الصباح حمل هدية من العطر الغالي الثمن وذهب إلى القصر ولما أذن له الحاجب بالدخول سلم عليه وقال :أعز الله الأمير ما إن سمعت الخبر حتى جئت إليك فبماذا أقدر أن أخدمك ؟
أجاب محمود إني أريد أن أطلب يد إبنتك ياسمينة
صمت الرجل وأطرق برأسه صعب ذالك الان
…… بينما طلب الأمير من اب ياسمينة يدها للزواج حتى اجابه الرجل انه صعب الان
فسأله الأمير :ما بك يا حاج صالح ؟
فقال :يجب أن تتزوج أخواتها الأكبر منها أولا هذا كل ما في الأمر
رد محمود :هذا سهل سيتزوجن من أفضل رجالي هل يرضيك هذا ؟
رد نعم
إبتهج الأمير وقال: لقد عزمت على إعطائك حجرة في القصر لتكون قرب بناتك فأنا أعلم مقدار حبك لهن الأسبوع المقبل سيكون الزواج وسيخرج المنادي في الأسواق وليكن ذلك اليوم يوم فرح لكل المملكة .
سمع الناس فبدأوا في تزيين المدينة وإعداد الحلوى والأشربة فلا يوجد من لا يحب الأمير لعدله وكرمه ويوم الزواج تجمعوا أمام القصر لرؤية أميرتهم فخرجت إليهم وحيتهم والشعب متحير من جمالها ورقتها
ثم قالت : ستنصب الموائد وكل واحد سيأخذ نصيبه من الوليمة هيا ليغني المغنون وليدر الخدم بالطعام علت الهتافات في المدينة فنظر الوزير إلى الأمير محمود وقال: جاريتك تحسن الكلام وأخشى أن ينصبوها ملكة عليهم وأنت ينسونك
ضحك الأمير : وقال : حينئذ يمكنني أن أتفرغ للصيد ومطاردة الغزلان وأكون مطمئنا على المملكة
في أحد الأيام كان الأمير في قاعة العرش ومعه برهان وبنات صالح يتنادمون ويضحكون وفجأة انفتح باب سري في الحائط وخرج منه إبراهيم في عشرين من رجاله وفي أيديهم السيوف
وقال له ساخرا : أراك مستمتعا بصحبة الجواري الحسان
الآن سأنتقم منك على سرقة مالي وتجارتي هل كنت تعتقد أني سأتركك سالما بعد كل ما فعلته بي أيها اللعين؟
أنت تتزوّج وتبذر الأموال وتكثر العطاء والنوال وأنا أختفي كالجرذان في سراديب القصر لقد رشوت الحارسين ليقفلا الأبواب ولن يسمعك أحد أنت الآن وحدك وتحت رحمة سيفي
وقف برهان واستل سيفا من الحائط وقال محمود ليس وحده وأنا أخوه برهان إبن أخيك بدر الدين
أجاب إبراهيم :آه ابن الجارية كنت أعتقد أنهم قتلوك بعدما أطردوا أمك
صاح برهان بغضب : أعدك أن أقطع لسانك لو قبضت عليك ثم وقفت الجواري السبعة بنات العطار واستللن سيوفهن وقلن: ونحن ألم نعجبك يا إبراهيم أم تريد أن تذوق طعم سيوفنا الأول ؟
تعجب الرجل وقال: كأنكن تعرفنني فمن أنتن ؟
أجبنه : بنات صالح قائد حرس أخيك هل لا زلت تذكره ؟
قال: لكنه مات مع أخي السلطان بالسم
قلن: ذلك ما إعتقدته، لقد كان مريضا ذلك اليوم ولم يأكل إلا قدرا يسيرا فنجا ولبس زي التجار واشتغل في العطارة وعلّمنا القتال والضرب بالسيوف Lehcen Tetouani
ولقد كان ينتظر هذا اليوم ولقد جاء أخيرا
أنت قتلت أخاك لتأخذ العرش لكن وجدت في طريقك الأمير الصغير وتلك القهرمانة خديجة عرفت كيف تحميه من بطشك قال الأمير محمود: إذن أنت من قتل أبي يا إبراهيم ؟
الويل لك ثم هجم عليه بسيفه ،
وهجم برهان والبنات السبعة على رجاله وبعد دقائق رموا سلاحهم وبقي الأمير يتحارب مع إبراهيم حتى ألقاه أرضا وفي تلك اللحظة أخذ برهان خنجرا وفعل ماقاله له وصاح: ستتعلم أن لا تذكر أمي بالسوء بعد اليوم
ثم إلتفت الأمير إلى ياسمينة وقال لها بدهشة : كنت أعتقد أنكي بارعة فقط في الشعر والغناء
أجابته : خفت أن أقول إني أحسن الضرب بالسيوف فنتبارز وأغلبك فتصغر في عين رعيتك عانقها محمود وقبلها بين عينيها وقال لها :أعشقك يا إبنة صالح ولا اريد من الدنيا شيئا سواك والآن هيا نحتفل بنصرنا الذي حققناه بسيوفنا
ومضت الأيام وأصبح محمود من أعظم السلاطين
اما الجارة فقد نالت عقابها في أحد الأيام قد كان لصان دخل إلى بيتهما وسرق منه وعندما رأته المرأة
فقد ضربها على رأسها أحدهم ولكي لا يتركو اي دليل فقد قامو بحرق منزلهما وماتت هي وابنتها ميتة مفزعة وذالك كان عقاب ما فعلته
أما ياسمينة فأنجبت ثلاثة بنات وانجبت ايضا اخواتها بعض الاولاد والبنات وكانت تلك الفترة أيام رخاء وكانت هي واخواتها وابيها في نفس القصر يعيشون في سعادة
ومازال الناس يذكرون تلك المملكة التي لا يوجد بها الفقراء كان ذلك منذ زمن بعيد أما الآن فلم تبق سوى حكايات ترويها الأجداد والعجائز في الأيام الباردة
…….. إنتهت الحكاية التي ايضا تعتبر من الزمن الجميل ايام عشناها بطيبتها وبنية صافية وقلوب بيضاء والمحبة والرحمة بين الناس ايام البساطة والنقاء والبرائة ايام العاءلة المكتملة
كنت معكم هاذا ان وأرجو ان لا قد كنت ثقيل عليكم وجعلتكم تنتظرون كثيرا لإنهاء القصة واتمنى ان تكونو قد أعجبتكم الحكاية واستمتعتم بها لكم مني خالص التحيات وانتظروني في قصة جديدة اكثر تشويق ان شاء الله 🌹🌹🌹💕💕💕.